عرفه هو احد أيام ذي الحجة و هو احد الأشهر الحرم الذي ذكرها الله تعالى و يكون في اليوم التاسع من ذي الحجة عرفه يوم من أيام الخيرات و افضل أيام الطاعات تزداد به الحسنات و تكفر فيه السيئات و هذا من فضل الله تعالى و رحمة على عبادة صادف عرفة يوم الجمعة فقيل عنه يوم اجتمع فيه عيدان لحديث ان رجلا من اليهود قال له : يا امير المؤمنين ، ايه في كتابكم تقرؤونها ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال : أي ايه ؟ قال: } اليوم أكملت لكم دينكم و اتممت نعمتي عليكم و رضيت لكم الإسلام دينا { } المائدة : 3 { قال عمر :قد عرفنا ذلك اليوم و المكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله علية و سلم ، و هو قائم بعرفة يوم الجمعة . متفق عليه
و الأعياد للمسلمين تكون بشرائع الله تعالى و ليست من الاختراع و الرأي و المسلم ايمانه يزداد بالطاعات و ينقص بالمعاصي و من حيث الدين فقد اكتمل بتمام اعماله فأتم في يوم عرفه و هو تمام النصر و اكمال للشرائع الظاهرة و الباطنة و الكتاب و السنه كافيين كل الكفاية في الدين و احكامه و اختار الله الإسلام دينا و اصطفاه لعبادة و اقسم الله في يوم عرفه و العظيم لا يقسم الا بعظيم و افضل أيام الأشهر الحرم عرفه لأنه احد أيام الحج و الأيام المعلومات التي اثنى الله تعالى عليها في كتابه فقسم الله في عرفه لعظمة هذا اليوم و فضله و علوا قدر يوم عرفه لذلك افضل الاعمال هي في يوم عرفه عن باقي أيام السنه فصيامه يكفر ذنوب السنه التي بعده و السنه التي قبله و يكون الصيام لغير الحاج و يكون صيام عرفه هو اليوم التاسع من ذي الحجة كما عرفنا
و يسمى عرفه لأنه فيه ركن من اركان الحج و هو الوقوف في عرفه في مكه و من كان حاج فهو يوم عيد و اكل و شرب فلا يصومه حتى تكون له الطاقة للدعاء و الوقوف و اكثر الناس عتقا من النار في يوم عرفه لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفه ) رواه مسلم و في هذا اليوم الفضيل يباهي الله بأهل عرفه ملائكته عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه و سلم ( ان الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفه بأهل عرفه ، فيقول : انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا ) رواه احمد و صححه الالباني و هذا دليل على مغفرة الله لعبادة لأنه لا يباهي الله بأهل الخطايا و افضل دعاء هو دعاء يوم عرفة فعلى العباد التقرب الى الله في هذا اليوم الفضيل و يبدا وقت الدعاء من العشية و هو بعد صلاة الظهر أي بعد الزوال فالمستحب في هذا اليوم الدعاء و التضرع الى الله تعالى و تكبيرة فالتكبير المقيد يكون لغير الحاج و يبدأ وقته من صلاة الفجر ليوم عرفة و الحاج يبدأ وقت التكبير له من ظهر يوم النحر اما التكبير المطلق يكون في عموم الأوقات من اول يوم من ذي الحجة .